مرض الوسواس القهري (OCD).. الأسباب والأعراض وأبرز وسائل العلاج
ينتشر مرض الوسواس القهري أو ما يُعرف بـ(OCD) بصورة كبيرة حول العالم، وهو مرض نفسي بالغ الخطورة، وحينما يصاب به شخص ما فإنه يكون عرضة لسيطرة بعض الأفكار السلبية أو المخاوف غير المبررة أو غير المرغوب فيها على دماغ هذا الشخص، ما قد يدفعه لتبني سلوك معين غالبًا ما يكون سلبي وتكراره كثيرًا، الأمر الذي يكسبه شعورًا بالخجل من الآخرين.
لكن ما هو مرض الوسواس القهري؟؟
يعرف هذا المرض بأنه واحد من أبرز أصناف الاضطرابات النفسية التي ترتبط بشدة بالشعور بالقلق والتوتر، وينتج هذا المرض عن وجود سلوك أو أفكار (وسواسية) تتكرر لدى الفرد بـ”طريقة مرضية غير منطقية” وغالبًا ما تكون مرتبطة بدوافع وأفكار لا يتحكم فيها المصاب أي أنها “لا إرادية” وتكون غير حقيقية (أي قهرية)، ومثل هذه السلوكيات والمخاوف القهرية تؤدي بالمصاب لتنفيذ سلوك معين أو الخضوع تحت سيطرة فكرة معينةتؤثر عليه بشكل سلبي وتدمر نمط حياته اليومية.
وفي بعض الحالات يكون مريض الوسواس القهري مدرك لحقيقة مرضه وتصرفاته غير المنطقية، لكن هذا يؤدي لنتائج أكثر سلبية، فيشعر بالتوتر والضيق، ويرى أن هذه التصرفات إجبارية عليهم وتساعدهم على التحرر من الشعور بالضيق.
أنواع مرض الوسواس القهري
هناك ما يعرف بالوســواس القهــري السلوكي، وهو يشير للإصابة بفعل أو سلوك طبيعي يتم تكراره من المريض بصورة مبالغ فيها نتيجة أفكار قهرية تدفعه لذلك، مما يمنع من هدوء حياته اليومية وسيرها بشكل طبيعي، ومثال على ذلك، غسل اليدين فهو فعل جيد ومحمود لكن يصل الأمر في هذا المرض إلى تكرار الغسل بصورة متكررة كثيرًا في اليوم إلى الحدّ الذي قد يؤخر صاحبه عن موعد مهم مثلاً.
الوسواس الفكري
وهناك الوسـواس القــهري الفكري، وهو نوع من المرض الأصلي تسيطر فيه أفكار خاطئة على عقلية المريض سواء أفكار سياسية أو دينية أو اجتماعية، ما يدفعه للتخلي تدريجياً عن قناعاته ومعتقداته دون سبب واضح. والوسواس القهري الفكري قد ينتج عنه معاداة للجنس أو الدين بسبب هذه الأفكار المغلوطة.
تتنوع أعراض الوسـواس القـهري من مريض لآخر، ولكن هناك بعض الأعراض المزعجة المنتشرة علىنطاق عريض بين المرضى مثل:
-تجنب الاتساخ أو التلوث.
-الذعر من الإصابة بالأمراض.
-الحذر الشديد من التسبب بالضرر للنفس أو الآخرين.
-الخوف من الأخطاء أو الفشل على الملأ.
-الذعر من الأفعال السيئة والشعور بالخطيئة.
-التنظيم المبالغ فيه، والرغبة في الكمال.
هناك بعض النظريات العلمية التي تفسر اضطرابات الوسواس القهري، وتحصرها فيما يلي:
صفات حيوية: اضطراب الوسواس القهري قد ينتج عن وجود تغيرات في كيمياء الجسم الطبيعية أو وظائف المخ.
اضرابات وراثية: قد ينتج الاضطراب عن خلل وراثي، ولكن لم يتم حتى الآن تحديد ما إذا كان لجينات معينة عامل في تحديد الإصابة أم لا.
التعلم والتجربة: يمكن للمريض اكتساب مخاوف الوسواس والأفعال القهرية من أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
علاج اضطراب الوسواس القهــري (OCD)
لا يوجد علاج ناجح ومؤكد للوسواس القــهـري، ولكن يمكن أن يساعد العلاج على تقليل خطورة الأعراض حتى لا تتحكم في المريض بسهولة.
وهناك طريقتان متبعتان في علاج الوســواس القــهري، هما:
مـرض ويلسون.. ينتج عن خلل وراثي ويدمر الكبد والكليتين والدماغ
العلاج النفسي: هناك طريقة تسمى “المعالجة المعرفية الإدراكية السلوكية (CBT)” هي الأكثر نجاحًا في العلاج للأطفال والبالغين، وتعتمد على تعريض المريض تدريجيا لشيء مخيف أو وسواس ما مثل الأوساخ، وتعريفه بطرق مقاومة الرغبة في القيام بطقوسه المعتادة.
العلاج الدوائي: هناك بعض الأدوية النفسية التي تساعد في التقليل من الهواجس والأفعال القهرية لاضطراب الوسواس، والأكثر شيوعًا هو مضادات الاكتئاب، وخاصة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لمعالجة اضطراب الوسواس القهري، مثل:
-كلوميبرامين (أنافرانيل) للبالغين وللأطفال من سنّ 10 أعوام فأكثر.
-فلوكسيتين (بروزاك) للبالغين وللأطفال من سن 7 أعوام فأكثر.
-فلوفوكسامين للبالغين وللأطفال من سن 8 أعوام فأكثر.
-باروكسيتين (باكسيل، بيكسيفا) للكبار فقط.
يساعد على التقليل من تصلب الشرايين.. العلاقة بين الرمان ومرض السكري
-سيرترالين (زولوفت) للبالغين وللأطفال من عُمر 6 أعوام فأكثر.
وربما يصف الطبيب المعالج أدوية نفسية ومضادات اكتئاب أخرى غير ما ذكر.
