أمراض وأعراض

كل ماتود معرفته عن مرض التيبس الفقارى المناعى ..الأسباب والأعراض وطرق العلاج

التيبس الفقاري المناعي هو أحد أمراض المناعة الذاتية طويلة الأمد، تظهر الأعراض الأولية للمرض عادة بين سن 15 – 30 عامًا، ويؤثر بشكل رئيسي على منطقة الظهر والعمود الفقري، حيث يعاني المريض من تيبس الظهر والشعور بآلام مزمنة فيه تزداد حدتها مع الراحة وتقل عند ممارسة الأنشطة البدنية.

وفي هذا المقال من”صحتك” نتعرف على أبرز هذه الأعراض، والمضاعفات التي قد تنتج عنها، وكيفية تشخيص المرض، وأهم طرق العلاج المستخدمة في هذه الحالة.

 

ما هو التيبس الفقاري المناعي؟

يعد مرض التيبس الفقاري المناعي أحد أمراض المناعة الذاتية التي يقوم فيها الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة خلاياه وأنسجته السليمة عن طريق الخطأ، وفي حالة التيبس الفقاري المناعي يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة المفاصل خاصة في منطقة الظهر أو العمود الفقري، مسببًا العديد من الأعراض والمضاعفات المؤرقة للمريض.

وسرعان ما تنتشر هذه الالتهابات تدريجيًا إلى المفاصل بين فقرات العمود الفقري حتى تؤثر في نهاية الأمر على العمود الفقري كاملًا، وبالتالي تصبح حركة المريض مع مرور الوقت محدودة نتيجة نمو عظام جديدة والتحام الفقرات مع بعضها البعض فتصبح معرضة للكسر.

وقد يؤثر التيبس الفقاري المناعي على بعض المفاصل الأخرى مثل الكتفين والوركين والركبتين أيضًا.

كما وجد أن في أكثر من 30% من حالات التيبس الفقاري المناعي تصاب أعين المرضى، مما ينتج عنه الإصابة بالتهاب قزحية العين الحاد.

 أسباب التيبس الفقاري المناعي

أسباب التيبس الفقاري المناعي قد لا تكون واضحة تمامًا في كثير من الحالات، ولكن السبب الأكثر شيوعًا الذي تم التوصل إليه في غالبية هذه الحالات هو العوامل الوراثية والجينية، فغالبية حالات هذا المرض لديهم جين (HLA-B27) وهو أحد جينات عائلة مستضدات كريات الدم البيضاء (HLA)التي تساعد الجهاز المناعي للجسم على التفرقة بين بروتينات الجسم والبروتينات التي تصنعها الأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات.

 

وعندما حدوث تغيرات في جين مستضد كريات الدم البيضاء (HLA-B) ينتج بروتين HLA-B27 المسئول عن الإصابة بالتيبس الفقاري في غالبية الحالات. ولكن يجب العلم أنه ليس بالضرورة أن جميع حاملي هذا الجين بالمرض، فقد وجد أن حوالي 80% من حاملي هذا الجين لم يصابوا بالتيبس الفقاري المناعي.

 

 عوامل الخطر المؤدية للإصابة بالتيبس الفقاري المناعي

تعد العوامل الوراثية أحد أهم عوامل الخطر المؤدية للإصابة بمرض التيبس الفقاري المناعي نتيجة وجود العلامة الجينية (HLA-B27) على خلايا الدم البيضاء، وبالتالي فإن الأشخاص المولودين في عائلة لديها تاريخ مرضي للإصابة يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة عن غيرهم، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل من يحمل هذا الجين معرضًا للإصابة كما ذكر سابقًا، إلى جانب ذلك يجد بعض العوامل الأخرى التي قد تحفز الإصابة بمرض التيبس الفقاري المناعي مثل:

  • الإصابة بمرض كرون.
  • الإصابة بالصدفية.
  • الإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي.
  • كما وجد أن الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بالمرض.

مواضيع ذات صله

غضروف الرقبة.. تعرف على الأعراض الشائعة ومتى يجب التدخل الجراحي

التهاب المفصل العجزى الحرقفى الأسباب والأعراض

أعراض التيبس الفقاري المناعي

يؤثر التيبس الفقاري المناعي بشكل رئيسي على المفاصل التي تربط بين قاعدة العمود الفقري والحوض، وفي بعض الحالات قد يؤثر أيضًا على مفاصل أخرى مثل: الكتف والركبة والورك، كما قد يؤثر على الجلد والعينين والأمعاء أيضًا. وتتطور أعراض التيبس الفقاري المناعي تدريجيًا وببطء على مدى عدة أشهر أو سنوات وتزداد حدتها بمرور الوقت، ومن أبرز الأعراض التي يعاني منها المرضى:

 

  • تيبس وتصلب منطقة الظهر والرقبة والأرداف أيضًا والشعور بألم شديد بهم، وتزداد حدة الألم غالبًا في الصباح وفي أوقات الراحة، وتخف حدته عند ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية.
  • الشعور بالألم في الأوتار والأربطة خاصة في مقدمة الصدر ومؤخرة الكعب.
  • قد تصاب بعض الحالات بالتهاب المفاصل إلى جانب التيبس الفقاري، مما قد يسبب انتفاخ المفصل والشعور بالدفء به والألم عند تحريكه.
  • بعض المرضى قد يواجهوا صعوبة في التنفس بعمق نتيجة الألم الذي يشعرون به في ضلوع الصدر.
  • الشعور بالتعب والإعياء العام بالجسم.

كيفية تشخيص التيبس الفقاري المناعي

يبدأ تشخيص حالات التيبس الفقاري المناعي باطلاع الطبيب على كافة الأعراض التي يعاني منها المريض ومدة استمرارها، حيث تختلف الآلام والأعراض المصاحبة لهذه الحالة عن آلام المفاصل الميكانيكية بأنها تستمر لمدة طويلة تتجاوز 3 أشهر،  بينما الآلام الميكانيكية سرعان ما تزول خلال بضعة أسابيع، كما يتسبب التيبس الفقاري في شعور المريض بالتيبس والتصلب الشديد فيشعر وكأنه مصنوع من المعدن.

 

وعند الاشتباه في الإصابة بمرض التيبس الفقاري المناعي بعد الاطلاع على الأعراض والفحص البدني، يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات التي تساعد في تأكيد الإصابة مثل:

 

  • فحوصات الدم.
  • الفحص بالأشعة السينية.
  • الفحص بالرنين المغناطيسي.
  • الفحص بالموجات فوق الصوتية.
  • قد يتم إجراء فحص دم للعلامة الجينية HLA-B27.

مضاعفات التيبس الفقاري المناعي

قد يؤدي التيبس الفقاري المناعي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة خاصة عند الإهمال في معالجته، مثل:

  • تلف المفاصل المصابة.
  • الإصابة بالتهاب القزحية.
  • هشاشة العظام التي قد تؤدي في النهاية إلى كسر عظام العمود الفقري.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

هل يوجد علاج نهائي للتيبس الفقاري المناعي؟

يعتمد علاج مرض التيبس الفقاري المناعي على تخفيف حدة الأعراض والسيطرة عليها وحماية المريض من المضاعفات الخطيرة المترتبة عليه، لكن لا يتم التخلص من المرض بشكل نهائي. وتتضمن أهم طرق العلاج:

 

علاج التيبس الفقاري المناعي بالأدوية:

تساعد الكثير من العقاقير والأدوية في علاج حالات التيبس الفقاري المناعي والسيطرة على الأعراض مثل:

 

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل: الإيبوبروفين والنابروكسين وديكلوفيناك، فهي تساعد على تخفيف حدة الألم والالتهاب بطريقة فعالة.
  • مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض التي تساعد في تخفيف حدة الألم والتورم بالمفاصل مثل: سلفاسالازين.
  • حقن الكورتيكوستيرويد التي تساعد في تخفيف حدة الألم بشكل مؤقت.

علاج التيبس الفقاري المناعي بالعلاج البيولوجي:

العلاج البيولوجي لمرض التيبس الفقاري المناعي يقصد به استخدام أحد أنواع الأدوية المعدلة الوراثية التي شاع استخدامها حديثًا، حيث تعمل على السيطرة على المرض وما يسببه من أعراض عن طريق التأثير على الجهاز المناعي للجسم، ومن أمثلة هذه الأدوية: مثبطات الإنترلوكين (IL-17).

 

العلاج الطبيعي وممارسة التمارين الرياضية:

تساعد جلسات العلاج الطبيعي وممارسة التمارين الرياضية في المحافظة على حركة العمود الفقري للمريض والحد من إصابته بالتيبس، ويشمل ذلك ممارسة تمارين التقوية والتمارين الهوائية،  والخضوع لجلسات التدليك والعلاج المائي.

 

نصائح للتعامل مع حالة التيبس الفقاري المناعي

يمكن للمريض أن يقوم ببعض التعديلات في نمط الحياة الخاص به إلى جانب طرق العلاج المستخدمة للحد من تأثير الأعراض المصاحبة للمرض وتخفيفها، ويشمل ذلك:

 

  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن وغني بالعناصر الغذائية الهامة للحفاظ على الوضع الصحي العام للجسم.
  • إذا كان المريض مدخنًا أو من شاربي الكحول، فيجب أن يقلع عن هاتين العادتين، حيث يتسبب التبغ والكحول في إلحاق الضرر بالعمود الفقري وتسريع إصابته بالتلف نتيجة الهشاشة التي تحدث به.
  • الحفاظ على الوزن الصحي للجسم، لأن زيادة الوزن تتسبب في وضع المزيد من الضغط على العمود الفقري ومفاصل الجسم بشكل عام.
  • يجب أن يكون المريض على اتصال دائم بطبيبه الخاص، ويقوم بإجراء كافة الفحوصات اللازمة لمتابعة تقدم المرض ومدى استجابة الجسم للعلاج بصورة دورية.

اقرأ أيضا”

8 أطعمة طبيعية غنية بالألياف تساعد على علاج الإمساك

4 أضرار لاستخدام الماسكارا تجعلك تتجنبيها فورا”..تفاصيل

أبرزها آلام شديدة فى الظهر ..أعراض قرحة الرحم تستدعى الذهاب للطبيب فورا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى